حل مشاكل صعوبات التعلم من خلال مونتيسوري

انشأ من قبل Admin داخل قسم منهج مونتيسوري 6/06/2023

حل مشاكل صعوبات التعلم من خلال مونتيسوري



 الأطفال ذوي صعوبات التعلم وهل منهج مونتيسوري مناسب معاهم او قادر علي حل المشكلات التي تواجههم في التعلم ؟


في البداية سنتعرف على الأطفال ذوي صعوبات التعلم ..


من هم الأطفال ذوي صعوبات التعلم ؟

مجموعة من الأطفال لديهم مشاكل واضطراب بالعمليات العقلية أو النفسية ، يظهرون انخفاضا في التحصيل الدراسي عن زملائهم العاديين ويكون لديهم صعوبة في بعض العمليات المتصلة بالتعلم مثل : التفكير ، الفهم ، الإدراك ، التذكر ، الانتباه ، القراءة ، الكتابة ، النطق ، اجراء العمليات الحسابية  … 


هل منهج مونتيسوري التعليمي مناسب مع الأطفال ذوي صعوبات التعلم  ؟

نعم بالتأكيد يناسبهم بل ويعد من افضل المناهج التي تتناسب مع الأطفال ذوي صعوبات التعلم ..


يوجد العديد من الأسباب التي تجعل منهج  مونتيسوري التعليمي يناسب الأطفال ذوي صعوبات التعلم


وذلك لأن منهج مونتيسوري يراعي الفروقات والاختلافات الفردية بين كل طفل وآخر 

 فبحسب منهج مونتيسوري يقوم كل طفل بعمل فردي وفقا لقدراته الخاصة ، و هذا يقلل من مقارنة الأطفال أنفسهم  بالأطفال الآخرين  .

كما نجد أن في طريقة مونتيسوري حل لكل من  العمليات العقلية ، كما تعمل على خلق جو نفسي هادئ يساعد الطفل وتجعله طفل يتوافق مع المجتمع ليصبح طفل اجتماعي 

منهج مونتيسوري هو نظام تعليمي يؤمن بأن الطفل يتعلم أفضل في بيئة اجتماعية تدعم وتغذي أنماط التطور الخاصة بكل طفل.


كما يتجنب منهج مونتيسوري ايضاً حدة الانفعال الذي تعرضه الطرق التقليدية في التعليم للطفل وهو السبب الأساسي  في عدم قدرة الطفل على القراءة والكتابة والحساب 

فبحسب فلسفة مونتيسوري أنه لا يمكن لأي إنسان أن يجبر إنسان آخر على التعلم، فعلى الإنسان أن يكون مستعدًا للتعلم بنفسه وإلا لن يتعلم مطلقًا.

منهج مونتيسوري من المناهج التي تهتم الفترات الحساسة لدى الطفل 


(وهي من الفترات المهمة التي يمر بها الطفل في المراحل الأولي ، يتمتع فيها الطفل بفضول طبيعي يدفعه لاستكشاف البيئة من حوله ، فهي بمثابة فترة شغف تثير الطفل وتدفعه للتعلم )

فعلينا أن ننتبه جيداً لهذه الفترة  ويقوم باستغلالها لتعليم الطفل ما يثير شغفه ويريد استكشافه  ..

هل يمكن حل مشاكل صعوبات التعلم من خلال منهج مونتيسوري ؟


 ترى ماريا مونتيسوري أن الأنشطة التي يستخدمها الأطفال بما فيها من أدوات، تعمل على تدعيم هدفين هما :

اولاً : التدريب على الحواس، والمقارنة، والمحاكاة، والتميز

 وثانيا : تنمية مهارات القراءة والكتابة 

وبذلك نجد أن طفل المونتيسوري ليس لديه صعوبات تعلم..


وذلك لأنه يعتمد في العمل على الأدوات الحسية التي يستخدمها في برنامج مونتيسوري و إكتساب الخبرات من خلال حواس الطفل التي تدرب و تشد انتباهه و تركز على بعض الخواص الواضحة للأدوات المستخدمة

مثل المكعبات الخشبية ذات اللون البمبي مختلفة الأحجام و الأجراس ذات الشكل الواحد و لكنها مختلفة الأنغام الصادرة و العصا الحمراء الخشبية المختلفة الأحجام و الأطوال


التدريب من خلال حواس الطفل المختلفة ، يجعل الطفل يتدرب على المثيرات المتعددة التي يستقبلها ويدرسها في مدرسة المونتيسوري مما يجعله أكثر وعيا و ادراكاً في استقبال المثيرات ، فيساعد ذلك الطفل على الإدراك والقدرة على الملاحظة لكل ما يحدث في حياته اليومية ..

 وهو ما يساعد الطفل مستقبلاً على التمييز البصري الذي يساعده في تعلم مهارات القراءة ، وايضا التمييز السمعي الذي يجعله يميز بين الأصوات والإيقاعات المختلفة ويترجم الأصوات ليفهم بعد ذلك الكلمات و المصطلحات .


وذلك ما يسمى بالاستجابة التي يحدث بعدها ترتيب الأفكار الطفل لأن أفكار الطفل مكونة من خبرات سابقة مرت عليه و تعلمها من قبل وخبرات مباشرة 


أطفال مونتيسوري قادرون على إصدار القرار و التمييز الجيد من خلال التصحيح الذاتي الذي يمر به الطفل من خلال استخدام أدوات المنتسوري وقيامه بانشطة مونتيسوري المختلفة 


فيصبح الطفل قادراً على إصدار قرارات بعد تدريب و ملاحظة و العديد من العمليات العقلية التي يمر بها الطفل ويتدرب عليها ليصبح لديه القدرة على الاختيار المبني على معلومات وخبرات تعلمها سابقاً


باستخدام اسلوب غير مباشر في التعلم ومن خلال تطبيق انشطة مونتيسوري والمواقف العملية التي يمر بها الطفل في رحلته في منهج مونتيسوري باستخدام أدوات مونتيسوري المختلفة  يصبح الطفل في النهاية لديه القدرة على القراءة والكتابة 



ويعتبر الاختلال الوظيفي في الحركة ايضاً سبب أساسي يؤثر في التحصيل الدراسي المنخفض؛ وذلك لان الحركة مرتبطة بالذكاء و الادراك لدى الطفل 

وتعتبر الحركة الدورة المتممة للفكر ، فالطفل يفعل ما يفكر به ..

فالتحسن الأكاديمي مرتبط بكل من الإدراك البصري والسمعي والإيقاع الحركي 


و المتعارف عليه أن الأطفال الذين لديهم قصور في التعلم لا ينتبهوا للمعلم و لا يستجيبوا للعملية التعليمية التي تحدث داخل الفصل فيثير ذلك انتباه المعلمة مما يجعل الطفل يعكس صورة غضبه عليها بعدم رغبته في التعلم و يظهر سلوك سلبي و ينطوي على نفسه و يرفض وجود زملائه و يحدث عدم توافق و يحدث إنخفاض للأداء الحركي .


لهذا يسعى نظام مونتيسوري إلى احترام شخصية الطفل وتركه حرا يستخدم استقلاله في التحرك أو اختيار النشاط الذي يريد تعلمه والسمع والرؤية بل استخدام جميع حواسه بحرية في استكشاف العالم من حوله ويعتبر ذلك برنامج تعليمي متكامل يحسن الأداء الأكاديمي لدى الطفل 


منهج مونتيسوري يركز على الأداء الحركي المنضبط للطفل ؛ وبالتالي  نجد ان طفل مونتيسوري المتحرك المنضبط لديه قدرة و كفاءة عقلية عالية تزيد من ذكائه و تحسن من مستواه الأكاديمي 



فنجد أن صعوبات التعلم ماهي الا نتيجة قصور نمائي لعمليات الإدراك البصري التي تؤثر بشكل عكسي في اكتساب الطفل القدرات الإدراكية الضرورية للتحصيل الأكاديمي، للأطفال ذوي اضطراب الإدراك البصري يخلطون بين الحروف ذات الاشكال المتشابهة و التي تبدو معكوسة أو ملفوفة مما  يسبب لهم صعوبة في التمييز فيحدث ذلك صعوبة في إدراك الصور وكذلك الكلمات والاشكال الهندسية  مما  ينتج عنه صعوبة في القراءة والكتابة 


يؤكد مونتيسوري على أهمية فوائد الكتابة قبل القراءة وكيفية مساعدة الطالب على استخدام الكتابة كأساس لتعلم القراءة  بطريقة مونتيسوري،



كيف كان المونتيسوري تعليم و تربية من أجل السلام 🕊️

و كيف يحرر  الأطفال ويجعلهم عظماء المستقبل 👩🏻‍💼🧑‍💼.


في مارس 2020 ، ضمتها مجلة التايم من بين أكثر 100 امرأة تأثيرا في القرن الماضي. إنها المرشحة ثلاث مرات لجائزة نوبل للسلام  بسبب طريقتها التربوية المبتكرة و التي أعدتها بالفعل من أجل سلام البشرية.. ، المرأة الوحيدة في إيطاليا التي كُرِّست لها ورقة نقدية (1000 ليرة).


ماريا مونتيسوري، ولدت في ” كيارافاللي Chiaravalle ” في 31 أغسطس 1870 – منذ 150 عاما تقريبا 


عاصرت ماريا مونتيسوري الحربين العالميتين الأولى و الثانية و استطاعت الوصول الى السبب الرئيسي للحروب . حيث قالت : "إن حل الحروب من شأن السياسيين و لكن عدم وجود حروب من الاساس هذا من شأن التربويين " إشارة الى أن سبب الحرب هو طفل لم يحصل على التربية السوية السليمة من قبل ..


ماريا مونتيسوري كانت شخصية مركبة للغاية ، يعزى ذلك لإهتماماتها العديدة.

أعظم إنجازاتها وما يميز نهجها هو أنها وضعت كحجر أساس للعملية التعليمية الثقة في الطفل واحترام مراحل نموه وتقدير ودعم استقلاليته. ذلك الطفل الذي يتم اعتباره في هذا المنهج ولأول مرة إنسانًا كاملاً ، مع احتياجاته وخصائصه الخاصة.


 منتسوري كانت مؤيدةً للسلام والتآخي بين البشرية، وكانت دؤوبه للغاية في محاربة الأمية ، التي اعتبرتها إعاقة حقيقية تحرم الفرد من المجتمع ، وتحرمه من أعظم إنجاز بشري: و هو الابجدية و المعرفة و تواصله مع العالم

 و لا زالت منتسوري  إلى اليوم تعلمنا الكثير فشكرا ماريا و لروحك السلام .🙏🕊️



في النهاية نجد ان منهج مونتيسوري هو برنامج متكامل يقوم بتقديم الحلول لكل من مشاكل الادراك البصري والسمعي والحركي التي تؤثر على المستوى الأكاديمي لدى الطفل  ،  إن هذه الأنشطة تهيئ فرص تعليمية وأكثر ملائمة ، و يساعد هذا البرنامج الطلاب على إتقان الكتابة والقراءة ومن المتوقع بعد تطبيق منهج مونتيسوري وتطبيق البرنامج وتنفيذ تدريباته وأنشطته،أن يساهم في رفع مستوى المهارات المختلفة لدى الطفل ويجعله طفل حر مستقل يشارك في المجتمع ويساعده على تقبل ذاته و يشبع دوافع حب الإستطلاع لديه و يكشف عن قدراته التي تجعله طفل متميز فريد . 


التعليقات (0)