من هي ماريا مونتيسوري؟
سنسرد لكم في هذا المقال قصة نجاح ماريا مونتيسوري و حياتها الملهمة..
كثير منا قد سمع عن منهج مونتيسوري في التعليم ، كما أن معظم دور الحضانة تستخدمه الآن لتعليم الأطفال ، ولكن قليلًا منا يعرف ماريا منتسوري صاحبة منهج مونتيسوري ، التي كافحت وعانت كثيرًا وكرست حياتها من أجل تطوير منهج لتعليم الأطفال .
ولدت ماريا مونتيسوري بإيطاليا عام 1870م ، في ذلك الوقت كان الأوربيون متمسكون بتعاليم محافظة ، فكانوا يرفضون تعليم الفتيات و كانت الفتيات في ذلك الوقت تتعلم القراءة والكتابة بالمنزل ثم تنتظر الزوج ، فكافحت ماريا منتسوري ووقفت ضد عائلتها حتى تستطيع إستكمال تعليمها الأولي .
بالفعل أتمته ثم فاجأت الجميع بأنها تريد الالتحاق بكلية الطب ، وكانت مهنة الطب في هذا الوقت حكرًا على الرجال ، فكانت ماريا منتسوري الطالبة الوحيدة في صفها حتى أن مدرسيها في كلية الطب ، لم يكونوا يرغبون في وجودها ، وكانوا كثيرًا ما يخرجوها خارج حصة الدراسة وخصوصًا أثناء حصص التشريح ولكنها كافحت حتى أتمت دراستها الجامعية .
ألحقتها الحكومة للعمل بإحدى دور رعاية الأطفال المعاقين ذهنيًا ، ولاحظت أثناء عملها بالدار أن كثير من الأطفال لا يعانون من الإعاقة ولكن طريقة تعليمهم كانت خاطئة ، ولا تتناسب مع مستوى ذكائهم .
فابتكرت ماريا طريقة للتواصل معهم عن طريق استخدام بعض الكروت والأشكال ، فلاحظت تطور ملحوظ في سلوكيات الأطفال ، أكدت مونتيسوري على أنه لايوجد طفل فاشل دراسياً ، ولكن المدرس فشل في إيجاد الطريقة الملاءمة لتعليمه ، فمعظم الاطفال عند اتاحة فرصة لاظهار قدراتهم فهم قادرون على ذلك ، عملت منتسوري على تطوير أساليب التعلم ثم أنشأت مدرستها الخاصة لتطبق فيها أساليبها التعليمية .
وعملت ماريا مونتيسوري على نشر منهجها وأنشأت المزيد من المدارس ، وذلك في خلال فترة الحرب العالمية الأولى ، فقد سافرت مونتيسوري إلى العديد من دول أوروبا لنشر منهجها ، وإنشاء مدارس تطبق أساليب منتسوري في التعلم .
وأنشأت مؤسسة مونتسيوري بهولندا ، وبعد إنتهاء الحرب عادت إلى إيطاليا ، وظلت تعمل هناك حتى وصل الحزب الفاشي بقيادة موسوليني إلى الحكم ، فعمل موسوليني على زرع المبادئ الفاشية في الأطفال ، فقام بإغلاق مدارس مونتيسوري بإيطاليا ، وأحرق كتبها وأخذ يدرب الأطفال على القتال ، فأحزن مونتيسوري زج الأطفال في أمور الحرب وغادرت إيطاليا إلى انجلترا .
كما وصل أيضا الحزب النازي إلى الحكم بألمانيا وحذا هتلر حذو موسوليني ، وأغلق مدارس مونتيسوري وأحرق كتبها وحوصر منهج مونتيسوري بأوروبا ،حين وصلت ماريا إلى أنجلترا صادف ذلك وصول غاندي إلى إنجلترا للتفاوض بشأن استقلال الهند .
أعجبت ماريا بأفكار غاندي ، حين نشبت الحرب العالمية الثانية غادرت ماريا أنجلترا ، وتوجهت إلى الهند في عام 1939م ، وهناك كان غاندي يسعى إلى الارتقاء بالهند وكان يعي أهمية التعليم ، ويسعى إلى تطوير نظام تعليمي جديد فرحب بوجود ماريا ، وقامت ماريا بإنشاء العديد من المدارس هناك كما أنها دربت العديد من المتطوعين على منهجها .
إلا أن الظروف السياسية بأوروبا ظلت تلاحق ماريا ، فقد كانت الهند مستعمرة بريطانية ، وقد أعلن الرئيس الإيطالي موسوليني الانضمام إلى حليفه هتلر وأعلن الحرب على انجلترا ، وهنا اعتبرت الحكومة البريطانية بالهند ماريا عدوا للدولة بصفتها مواطنة من دولة معادية ، وأعلنوا وضعها رهن الاعتقال في عام 1940م .
وبعد سبع سنوات سمحوا لها بمغادرة الهند وفي خلال فترة بقاءها في الهند ، لم تظل ساكنة ولكن قامت بتدريب ألف معلم على منهج منسوري ، وعادت مونتيسوري إلى أوروبا وتوفت في هولندا عام 1952م .
رشحت ماريا لنيل جائزة نوبل للسلام ثلاث مرات أعوام (1949م و1950م و1951م) وقد تركت منهج تعليميًا متكامل مازال ينتشر و بقوة حتى الآن في كثير من المدارس العالمية على يد المبدعين من تلامذتها
كان المونتيسوري تعليم و تربية من أجل السلام
يحرر الأطفال ويجعلهم عظماء المستقبل
عاصرت ماريا مونتيسوري الحربين العالميتين الأولى و الثانية و استطاعت الوصول الى السبب الرئيسي للحروب . حيث قالت : "إن حل الحروب من شأن السياسيين و لكن عدم وجود حروب من الاساس هذا من شأن التربويين " إشارة الى أن سبب الحرب هو طفل لم يحصل على التربية السوية السليمة ..
ماريا مونتيسوري كانت شخصية مركبة للغاية ، يعزى ذلك لإهتماماتها العديدة.
أعظم إنجازاتها وما يميز نهجها هو أنها وضعت كحجر أساس للعملية التعليمية الثقة في الطفل واحترام مراحل نموه وتقدير ودعم استقلاليته. ذلك الطفل الذي يتم اعتباره في هذا المنهج ولأول مرة إنسانًا كاملاً ، مع احتياجاته وخصائصه الخاصة.
مونتيسوري كانت مؤيدةً للسلام والتآخي بين البشرية، وكانت دؤوبه للغاية في محاربة الأمية ، التي اعتبرتها إعاقة حقيقية تحرم الفرد من المجتمع ، وتحرمه من أعظم إنجاز بشري: و هو الابجدية و المعرفة و تواصله مع العالم
و لا زالت مونتيسوري إلى اليوم تعلمنا الكثير فشكرا ماريا و لروحك السلام .
ماريا مونتيسوري ليست مجرد شخصية تعليمية بل مصدر إلهام للعالم. نجاحها في تطوير نهج تعليمي استثنائي يذكرنا بأهمية احترام قدرات الأطفال وتقديرهم كأفراد فريدين من نوعهم. يستمر منهج ماريا مونتيسوري في تحفيز الأجيال الجديدة نحو التفوق والتعلم المستدام.
لا تنسي قراءة مقالاتنا السابقة :
1← كل ما تريد معرفته عن منهج مونتيسوري للأطفال
2← هل طريقة مونتيسوري مناسبة مع الأطفال الطبيعين بجميع انماط ذكائاتهم حتي الاطفال ذوي الهمم حقا ؟!